موضوع: مولد من رفع الله ذكراه أبدا الأحد فبراير 21, 2010 1:34 am
المسجد النبوي الشريف لتكن مع المجذوب في قوله: قد ذكرناه فهل نذكر من أمسى عديما ولنؤكد مع المغربي هيهات يخذل دين المصطفى أبداً مهما أريد به فالله ناصره تحت ظلال وجلال معاني المصدر الحق وتحت رواق لا نهائي الآماد والأمداء استئناساً واستصحاباً لقوله تعالى: (ألم نشرح لك صدرك) وقوله تعالى في الانشراح المعنى والسورة (ورفعنا لك ذكرك) ومن جملة قواسم الفرح المشترك بين أهل الملة المحمدية ينفرد أهل السودان بحفاوتهم المصدوقة بالعمل بمولد من شرح الله صدره فكان عند جليس المصطفى البكاء من خشيه الله، محمد المجذوب بن قمر الدين: سلام على صدر النبي محمد لصدر سطيع بالعلوم معظم فكان المولد وما يزال هو الباب الأوسع للدخول إلى رياض الشمائل النبوية التي تحاومت فرشات بالقرائح المادحة حول أزاهير رياضها البواسم ذلك حيث أكمام ورودها تقول هيت لك لكل راشف يعود بشنان الشهد ملأى بعسل من المحبة مختلف الألوان وبطعم واحد هو محبة من خاب به الزمان ومن طيب ذلك الزمان أخذ الشيخ الجليل العارف حياتي نصيبه وافراً حين قال: (طاب زماني ومسكني والله بالنبي أصير غني) وعلى ذات النسق وعلى ذات السياق أودع ذلك الانشراح في "سورته" وفي جمال صورته وعاطر سيرته في قرية الشيخ حياتي حمد حمد ما فاه به حين قال: مادحاً في سياق ملحمته "بشكر السادات" وهو يحدث عن طليعة أبكار المدرسة المحمدية الدعوية الشاملة على هدى المحجة البيضاء. فقال حياتي: وهو يدعو الله بأن يجعل قدمه سائراً على أثر قدم من طاب به وبمولده الوجود قال: أدعوك بالقلاقل ثم والقافات أمنحنى الرضا يوماً عرات وحفاة وأشرح صدري بي السورة أم تسع كافات وهي لعمري سورة الانشراح المشتملة على (9) كافات. على ضوء ما تقدم وهو غيض من فيض في مقام أمداح الكمال التي جاءت بها مصادر إلهام قرائح الدعاة الحداة الشداة بهذه المحبة وهم يتغنون بهذه النغمة المزجاة والرحمة المهداة على مسوغ وبذلك فليفرحوا فكانوا بهذا الفرح الغامر أساتذة أفلحوا في تعميق مضامين السيرة النبوية وهم يستبشرون بذكرى الممدوح في الذكر كما قال قيثارتهم المشبوية الشيخ أحمد ود سعد وهو يقبس من جلال الأمر الرباني من حيث ربط الملأ الأعلى بالملأ الأدنى في قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) فشرفت معاني ود سعد وسمت شاعريته الملهمة وهو يدأب دأب من سبقوه في هذا المجال فيقول بما يوافق الكتاب والسنة: صل يا من لك الشكر على الممدوح في الذكر فتكون الحفاوة بمولد سيد ولد آدم مضروب سيرتها في وجدان كل واحد من هؤلاء الأعلام الشداة بهذه المحبة الذين جعلوا فرح أهل السودان بمولد النبي الخاتم تأكيداً لما جاء به من علم وحلم ورأفة هي من صميم الشهادة الربانية المؤكدة بقوله تعالى:- (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) حيث نجد كل شاردة وواردة وقد قيدت وكتبت وهي تروح وتجئ إلى هذا المصدر الذي كانت منه حقيقة (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) من هذه المعاني القدسية قبس هؤلاء وهم ينصبون خيام الحفاوة برسول الله صلى الله عليه وسلم وهي خيام ظلت في الوجدانات على حال مستدام من إعلان الهيام بهذه المحبة والفرح بهذا المولد والذي هو حفاوة بالرسول الخاتم وبالرسالة الخاتمة معاً وأكرم بها من حفاوة. فهذه المناسبة المتجددة في خيام الوجدان قبل خيام الساحات نجدها بين ثنايا هذه الأمداح وهاتيك الأذكار وهي تذوب وتذيب النفوس الولهى في غمرة من المحبة في الله وفي رسوله يكون سنامها انبثاقاً واتساقاً وعناقاً وقد طابت حُميّا كرم أذكارها الحلال مذاقاً ذلك حين تدانت الأرواح التي صفت من الران والأكدار ومن كل أدواء القلوب وأمراض النفوس فذابت عناقاً من خمرة ما داسها الفلاح وقد طابت مذاقاً ذلك إذا ما أدارها الأجلاء الأدلاء من الذين أبانوا سبل الهدى ودفعوا بمن كانوا تحت إدارتهم التربوية والذوقية على مسالك إحياء الطريق على هدي قوله تعالى(وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا) فتكون ساحات المولد مجددة للنفوس ومؤكدة لبرامج الدعوة الشاملة ذات المضامين والمفاهيم الواسعة سعة الدعوة إلى الله على ضوء ذلك يكون إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف مدعاة للتحقق بحقائقه التي هي من حقائق الدين الناصعة ويرحم الله ريحانه شعراء المديح النبوي شيخنا العالم العارف حاج العاقب الذي قال عنه على شرف مولده السني نور الحقائق المولى على الخلائق شوقنا ليهو إذ النبي الخاتم عليه الصلاة والسلام عنده هو:- زندية طائلا وسمح الشمائلا حاشاه قول لا وما رد سائلا أما وقد ضمت هذه الخيام بتلكم الساحات هؤلاء النشاوي في مشهد احتشادي موسمي جاء يحمل ملء طيه الفرح برسول الله صلى الله عليه وسلم فإن برامج الدعوة والإرشاد المستهدفة لإعلاء وتأثر المحبة المقرونة بالإتباع على هدى (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) إذن فهذه الخيام وتلك المضامين التي اشتملت عليها تلكم الأمداح وهاتيك الأذكار والمواعظ والإرشاد ما هي إلا استهداف في تحقيق أعلى درجات الربط المقدر بأعلى وأقيم النسب. للتحلي بتلك القيمة الدعوية العظيمة في الربط بين المحبة والاتباع واحسب أن الشاعر الصادر عن وجد صادح بهذه المعاني محمد المهدي المجذوب الذي حشد مظاهر الحفاوة بالمولد النبوي الشريف في مرابع وطني المسلم في ظلل مشبوب بالخيال وقد خلص من إسدال ستارة مسرح الليالي الحافلة بهذه الاحتفاليات المعلنة عن هيامها الألق المشبوب المشاهد لكان المجذوب بها وهو يحشد تلك الصور في ختام ملحمته (ليلة المولد) لكأنه يسأل كل من شاقه المشهد وراقه التملي وأبهجه الحضور عن الدروس المستفادة من هذا التداعي وفي كم تحقق من نسب استخلاص المضامين الصادرة عن غراس منه لا نفني الثمر حين قال عن فتنه السحر الحلال وربيعها زينة الشهور: لهفتا كما عصف البؤس بأطفال صغار وردوا المولد بالشوق وعادوا بالغبار ويح أم حسبوها لو أرادوا النجم عادت بالدراري ويحها تحمل سهد الليل في صحو النهار رب أرسلت في الناس يتيماً قام بالحق رحيما قد ذكرناه فهل نذكر من أمسى عديما للانتصار لله ولرسوله ولنصرة من ينصره الله على هدى المحجة البيضاء ومن يقول ربي الله ويعلي راية الإسلام العظيم.. وبعد فما أحرانا أن نقف مع المجذوب في قوله وموقعه الاجتماعي الباذخ قد ذكرناه فهل نذكر من أمسى عديما ولنؤكد مع مبارك المغربي في قوله: هيهات يخذل دين المصطفى أبداً مهما أريد به فالله ناصره كونوا مع المولد وفق حقائق الدين الناصعة نصرة للدين وخذلة للكافرين ومن والأهم ومن والوه فالاعتصام بحبل الله المتين على هدى ومنهاج خاتم المرسلين هو إحياء حقيقي لمولد النبي الخاتم ولعزة الأمة وحماية الأوطان من مكائد الذين جبلوا على الصد عن سبيل الله في الداخل والخارج والله متم نوره ولو كره الكافرون. هذا الموضوع منقول عن صحيفة الرائد ، ومعدل