- سرية سيف البحر رمضان سنة 1هـ الموافق آذار 623 م :
دورية قتال وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على هذه السرية عمه الحمزة بن عبد المطلب - رضي الله عنه - على ثلاثين رجلاً من المهاجرين ، هدفهم إعتراض قافلة تجارية لقريش جاءت من الشام بقيادة أبي جهل بن هشام في ثلاثمائة رجل ، فلما وصلوا إلى مكان العيص ( مكان بين ينبع والمروة ) على ساحل البحر الأحمر إلتقى الجمعان واصطفوا للقتال فمشى مجدي بن عمرو الجهني ( وكان حليفاً للطرفين ) بين هؤلاء وهؤلاء حتى حجز بينهم فلم يقتتلوا
سرية رابغ ، شوال سنة 1هـ الموافق نيسان 623م :
دورية قتال بعثها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقيادة ابن عمه عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب - رضي الله عنه - في ستين راكباً من المهاجرين للإعتراض على قافلة تجارية بقيادة أبي سفيان ومعه مائتان رجل والتقى الفريقان على بطن رابغ فتراما بالنبل ولم يقع قتال وعاد المسلمون بعد أن أظهروا قوتهم والتحق بهم رجلان من جيش مكة وهما المقداد بن عمرو البهراني وعتبة بن غزوان وكانا يكتمان اسلامهما فخرجا مع الجيش ليتمكنا من الوصول إلى المسلمين ، وكان لواء السرية أبيض وحامله مسطح بن أثاثة - رضي الله
سرية الخرار ( موضع بالقرب من الجحفة ) ، ذو القعدة 1هـ الموافق مايس 623م :
دورية استطلاعية بعثها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقيادة سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - في عشرين رجلاً من المهاجرين فخرجوا مشاة يكمنون بالنهار ويسيرون بالليل وقد عهد إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن لا يتجاوز الخرار فبلغوه صبيحة خمس ووجدوا العير قد سبقتهم بيوم ، وكان لواء سعد - رضي الله عنه - أبيض وحمله المقداد بن الأسود
غزوة بواط،ربيع الأول 2هـ أيلول 623م:
دورية قتال بقوة مائتي راكب وراجل بقيادة النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج للإعتراض على قافلة تجارية تضم 1500 بعير يقودها أمية بن خلف ويحميها مائة رجل وحينما علموا بخروج النبي - صلى الله عليه وسلم - إليهم سلكوا طريقاً غير مألوف للقوافل فلم يتمكن منهم النبي - صلى الله عليه وسلم - فمكث شهراً ثم عاد للمدينة وكان قد استخلف عليها سعد بن معاذ - رضي الله عنه - وقيل السائب بن عثمان بن مظعون - رضي الله عنه - وكان لواؤه أبيض يحمله سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه
غزوة ودان أو الأبواء ، صفر 2هـ الموافق آب 623 م :
دورية قتال بقيادة النبي - صلى الله عليه وسلم - تضم سبعين رجلاً من المهاجرين واستخلف - صلى الله عليه وسلم - على المدينة سعد بن عبادة - رضي الله عنه - وقصد النبي - صلى الله عليه وسلم - قافلة تجارية حتى بلغ ودان فلم يلق كيداً ولكنه عقد معاهدة حلف مع عمرو بن مخشي الضمري سيد بني ضمرة ، وهذه أول غزوة غزاها النبي - صلى الله عليه وسلم - وكانت غيبته خمس عشرة ليلة وكان اللواء أبيض وحامله حمزة بن عبد المطلب - رضي الله عنه
غزوة سفوان وتسمى ( بدر الأولى ) ، ربيع الأول 2هـ أيلول 623م :
وسببها هو غارة كرز بن جابر الفهري في قوات خفيفة وسريعة على سرع المدينة ونهب بعض المواشي فطلبه النبي - صلى الله عليه وسلم - في سبعين من أصحابه حتى بلغ وادي سفوان من ناحية بدر وفاته كرز فلم يدركه فرجع من دون حرب . وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد استخلف على المدينة زيد بن حارثة - رضي الله عنه - وكان لواؤه وحامله علي بن أبي طالب - رضي الله عنه
غزوة العشيرة ، جمادى الأولى وجمادى الآخرة 2هـ الموافق تشرين الثاني وكانون الأول عام 623م :
خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - في مائتين من المهاجرين يطلب قافلة أبي سفيان ذاهبة إلى الشام فلم يدركها النبي - صلى الله عليه وسلم - ولكنه عقد معاهدة عدم إعتداء مع بني مدلج وحلفائهم من بني ضمرة وقد أقام النبي - صلى الله عليه وسلم - في العشيرة شهراً وعاد بعدها للمدينة وكان قد استخلف عليها أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي وكان لواؤه أيضاً أبيض يحمله حمزة بن عبد المطلب - رضي الله عنه - .
8 - سرية نخلة ( أو سرية عبد الله بن جحش ) أواخر رجب سنة 2هـ الموافق كانون الثاني 624 م :
بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن جحش إلى نخلة في إثني عشر رجلاً من المهاجرين وقيل ( ثمانية) كل اثنين يتعاقبان على بعير ، وكتب له كتاباً وأمره أن لاينظر فيه حتى يسير يومين ثم ينظر فيه فيمضي لما أمره به ولا يستكره من أصحابه أحداً ، فلما سار يومين فتح الكتاب فإذا به : إذا نظرت في كتابي هذا فامضِ حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف فترصد بها عير قريش وتعلم لنا من أخبارهم ، فقال سمعاً وطاعة وأخبر أصحابه بذلك قائلاً : قد نهاني أن استكره أحداً منكم فمن كان منكم يريد الشهادة ويرغب فيها فلينطلق ومن كره ذلك فليرجع فأما أنا فماض لأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومضى معه أصحابه لم يتخلف منهم أحد ، غير أنه لما كانوا في أثناء الطريق أضل سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان بعيراً لهما يتعاقبانه فتخلفا في طلبه . ومضى عبدالله بسريته حتى نزل نخلة فمرت بهم عير لقريش وفيها عمرو بن الحضرمي وعثمان بن عبد الله بن المغيرة وأخوه نوفل والحكم بن كيسان مولاهم فتشاور المسلمون بينهم وقالوا نحن في آخر يوم من رجب الشهر الحرام فإن قاتلناهم إنتهكنا الشهر الحرام وإن تركناهم الليلة دخلوا الحرم فتردد القوم وهابوا الإقدام على ذلك ثم تشجعوا فرموا الحضرمي فقتلوه وأسروا عثمان والحكم وفلت منهم نوفل ثم قدما بالعير والأسيرين إلى المدينة ، وأنكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما فعلوه وقال (ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام )) ووقف التصرف في العير والأسيرين فظن القوم أنهم هلكوا وعنفهم إخوانهم من المسلمين فيما صنعوا _ وقالت قريش : قد استحل محمد وأصحابه الشهر الحرام وسفكوا فيه الدم وأخذوا فيه الأموال وأسروا فيه الرجال فشنعت قريش واتخذتها فرصة للطعن بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وأنه خالف الأعراف والتقاليد فأنزل الله سبحانه وتعالى قوله (( يسألونك عن الشهر الحرام قتالٍ فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل )) البقرة / 217 .
فقد صرح هذا الوحي بأن الضجة التي افتعلها المشركون لإثارة الريبة في سيرة المقاتلين المسلمين لا مسوغ لها .فإن الحرمات المقدسة قد انتهكت كلها في محاربة الإسلام واضطهاد أهله . ألم يكن المسلمون مقيمين بالبلد الحرام حين تقرر سلب أموالهم وسعوا إلى قتل نبيهم ، فإن ما فعلته قريش من فتنة المسلمين عن دينهم وإخراجهم من مكة أكبر من قتال المسلمين في الشهر الحرام مع إقرار مطلع الآية لحرمة ( الشهر الحرام ) ؛ فهلا
بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن جحش إلى نخلة في إثني عشر رجلاً من المهاجرين وقيل ( ثمانية) كل اثنين يتعاقبان على بعير ، وكتب له كتاباً وأمره أن لاينظر فيه حتى يسير يومين ثم ينظر فيه فيمضي لما أمره به ولا يستكره من أصحابه أحداً ، فلما سار يومين فتح الكتاب فإذا به : إذا نظرت في كتابي هذا فامضِ حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف فترصد بها عير قريش وتعلم لنا من أخبارهم ، فقال سمعاً وطاعة وأخبر أصحابه بذلك قائلاً : قد نهاني أن استكره أحداً منكم فمن كان منكم يريد الشهادة ويرغب فيها فلينطلق ومن كره ذلك فليرجع فأما أنا فماض لأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومضى معه أصحابه لم يتخلف منهم أحد ، غير أنه لما كانوا في أثناء الطريق أضل سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان بعيراً لهما يتعاقبانه فتخلفا في طلبه . ومضى عبدالله بسريته حتى نزل نخلة فمرت بهم عير لقريش وفيها عمرو بن الحضرمي وعثمان بن عبد الله بن المغيرة وأخوه نوفل والحكم بن كيسان مولاهم فتشاور المسلمون بينهم وقالوا نحن في آخر يوم من رجب الشهر الحرام فإن قاتلناهم إنتهكنا الشهر الحرام وإن تركناهم الليلة دخلوا الحرم فتردد القوم وهابوا الإقدام على ذلك ثم تشجعوا فرموا الحضرمي فقتلوه وأسروا عثمان والحكم وفلت منهم نوفل ثم قدما بالعير والأسيرين إلى المدينة ، وأنكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما فعلوه وقال (ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام )) ووقف التصرف في العير والأسيرين فظن القوم أنهم هلكوا وعنفهم إخوانهم من المسلمين فيما صنعوا _ وقالت قريش : قد استحل محمد وأصحابه الشهر الحرام وسفكوا فيه الدم وأخذوا فيه الأموال وأسروا فيه الرجال فشنعت قريش واتخذتها فرصة للطعن بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وأنه خالف الأعراف والتقاليد فأنزل الله سبحانه وتعالى قوله (( يسألونك عن الشهر الحرام قتالٍ فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل )) البقرة / 217 .
فقد صرح هذا الوحي بأن الضجة التي افتعلها المشركون لإثارة الريبة في سيرة المقاتلين المسلمين لا مسوغ لها .فإن الحرمات المقدسة قد انتهكت كلها في محاربة الإسلام واضطهاد أهله . ألم يكن المسلمون مقيمين بالبلد الحرام حين تقرر سلب أموالهم وسعوا إلى قتل نبيهم ، فإن ما فعلته قريش من فتنة المسلمين عن دينهم وإخراجهم من مكة أكبر من قتال المسلمين في الشهر الحرام مع إقرار مطلع الآية لحرمة ( الشهر الحرام ) ؛ فهلا إلتزمت قريش بالقيم والأعراف فيما فعلته مع المسلمين حتى يحق لها أن تعلن عن نفسها وكانها القيم على الأعراف والمقدسات ؛ ومع ذلك أدى النبي - صلى الله عليه وسلم - دية المقتول إلى أوليائه وأطلق سراح الأسيرين فأما الحكم فأسلم وحسن إسلامه وأقام عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأما عثمان فلحق بمكة فمات فيها كافراً .
وبذلك يكون وقع في هذه السرية أول قتيل مشرك وأول أسيرين وأول غنيمة ولله الحمد والمنة .
دروس وعبر
1- خلال عام أو أقل العام حدثت ثمان وقائع ( 4 سرايا و4 غزوات ) مما أثبت أن المسلمين أقوياء يستطيعون أن يدافعوا عن دينهم وأنفسهم وبلادهم تجاه المشركين من قريش والقبائل المجاورة ومنافقي المدينة واليهود .
2- انفرد المهاجرون بالمشاركة في السرايا وكانوا هم الأكثر في الغزوات وذلك لأنهم أقدم إسلاماً وأعمق إيماناً من غيرهم وهم أعرف الناس بقريش سادات وعوام مما يعينهم على إتخاذ الموقف المناسب تجاه من يواجهونه أو يقاتلونه ولذا أرسلهم النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذه السرايا في حين نجده - صلى الله عليه وسلم - يستخلف على المدينة زعماء الأنصار لأنهم أدرى ببلدهم وهم أعلم بأحوال رعيتهم فذلك يكون أدعى للإستقرار والأمان ، او أن النبي - صلى الله عليه وسلم - راعى بيعة الانصار اذ تعهدوا بحمايته في المدينة لا ان يخرج بهم .
3- كان النبي- صلى الله عليه وسلم - يؤثر في مواضع التضحية والفداء أقرباءه وأهل عشيرته فنجده - صلى الله عليه وسلم - يولي السرايا لعمه الحمزة وابن عمه عبيدة وابن عمته عبد الله بن جحش ولخاله سعد بن أبي وقاص لما تتطلبه القيادة من جرأة وإقدام وتضحية .
وأما الغزوات فكان يعطي لواءها لأقربائه أيضاً وحامل اللواء يكون أكثر المقاتلين إستهدافاً من قبل الأعداء لأن سقوط اللواء إيذاناً بإنكسار الجيش وهزيمته فكانت الجيوش تحرص على ضرب حامل اللواء لهذا العامل النفسي المهم .
4- من المقاصد النبوية لهذه السرايا والغزوات :-
أ- الإستطلاع : حيث إستطاع المسلمون التعرف على الطرق المحيطة بالمدينة المؤدية إلى مكة خاصة الطرق التجارية الحيوية لقريش بين مكة والشام .
ب- الحصار الإقتصادي : من خلال تهديد طريق تجارة قريش إلى الشام وهي ضربة خطيرة لإقتصاد مكة التجاري .
ج- إظهار القوة : ذلك لأن الدولة الاسلامية كانت في اوائل ايامها مما يجعل البعض بل الكثير يطمع في النيل منها خاصة مع كثرة الاعدادء والخصوم من مشركين ومنافقين ويهود ورعاع القبائل .
د- عقد التحالفات والموادعات مع القبائل التي تسكن المنطقة لضمان تعونها وحيادها على الاقل في الصراع بين المسلمين وقريش وهي خطوة هامة يعد تحقيقها نجاحاً للمسلمين لأن الاصل ان هذه القبائل تميل الى قريش وتتعاون معها اذ بينها تحالفات تاريخية سمها القرآن الكريم بالإيلاف سعت قريش من خلالها لتأمين تجارتها الى الشام واليمن ثم ان لهذه القبائل مصالح وثيقة مع قريش سادنة البيت الحرام الذي يحج العرب جميعاً اليه ؛ هذا فضلاً عن وحدة العقيدة بين هذه القبائل وقريش واشتراك الجميع في معاداة الاسلام فلا شك اذاً في تمكن المسلمين من موادعة هذه القبائل وتحييدها خلال الصراع يعد نجاح كبيراً لهم في تلك المرحلة .
5- ادرك النبي- صلى الله عليه وسلم - ان فشل السرايا والغزوات في تحقيق اهدافها راجع الى وجود عيون وجواسيس للمشركين في المدينة فابتكر اسلوب الرسائل المكتوبة للمحافظة على الكتمان وحرمان العدو للحصول على المعلموات التي تفيده عن حركات المسلمين والكتمان اكبر عامل من عوامل مبدأ المباغتة المتمثلة باحداث موقف لا يكون العدو مستعداً له وقد سبق المسلمون غيرهم في ابتكار هذا الاسلوب الدقيق قبل ان يفطن اليه الالمان ويستعملوه في الحرب العالمية الثانية .
6- كان للوحي الإلهي دور مهمٌ في اخماد الفتنة والقضاء على الشائعة التي اثارها المشركون من ان المسلمين خرقوا حرمة الأشهر الحرم وصحح القرآن الكريم هذا الأمر وبين ان البادئ الفعلي باختراق الحرمة المتمثلة بحرمة البلد الحرام هم أهل مكة الذين قتلوا المسلمين وعذبوهم وآذوا النبي - صلى الله عليه وسلم - عند المسجد الحرام وفتنوا المسلمين في دينهم ليردوهم كفارا وهذه الفتنة اشد من القتل مع التأكيد على حرمة الأشهر الحرم.