قال تعالى: "أَلَمْ تَرَ أَنّ اللّهَ أنَزَلَ مِنَ السماء ماء فَأَخْرَجْنَا به ثَمَرَاتٍ مّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ وَمِنَ النّاسِ والدواب وَالأنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنّمَا يَخْشَى اللّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنّ اللّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ
يعتبر الجبل جزء من القشرة الأرضية الذي له جوانب منحدرة ويرتفع عما حوله بحيث يصبح بارزا وله قمة منفردة حادة أو مستديرة وعادة ما يطلق على الذي يتجاوز 400 متر إسم الجبل وما دون ذلك إسم التل بشرط ألا يزيد عرض القمة أو قطرها على 1000 متر وإلا أعتبر مظهرا من مظاهر الهضاب ونسب الجبل إلى أصولها وعوامل نشأتها كما تقسم حسب الطريقة التي تحولت بها إلى جبال إلتوائية وإنكسارية وبركانية
ومن أهم العوامل التي ساهمت في نشأة الجبال هي الحركات الإلتوائية التي تعرضت لها القشرة الأرضية خلا العصور الجيولوجية المختلفة ( خاصة الزمن الثالث ) بالإضافة إلى دور النشاط البركاني وكذلك عوامل التعرية كما أن الكثير من الجبال قد أسهم أكثر من عامل في نشأتها
ومن أهم أنواع الجبال :
الجبال الإلتوائية : وهي التي تكونت نتجة تأثير القشرة الأرضية بالضغوط الجانبية على طول المناطق الضيقة التي تشغلها مناطق البحار الجيولوجية القديمة فالتوت الطبقات الرسوبية وتكونت ثنيات محدبة تتكون منها الجبال وثنيات مقعرة تكون منها الأحواض والوديان وأهم الحركات الإلتوائية التي تمت في النصف الثاني من الزمن الأول ( الباليوزي ) والتي لا تزال جبالها على إرتفاعها كالحركة الألبية في أوراسيا والأمريكيتين والحركة الهرسينية في الدروع القارية القديمة في إفريقيا والأمريكيتين وأروسيا والأمريكيتين التي حولتهما التعرية إلى كتل هضبية صغيرة وتوجد الجبال الألبية في كل القارات عدى أستراليا وتمتاز بعظم إلتواء الطبقات وظهور آثار التعرية وكذلك وجود البراكين ( القوقاز ) ومن أهم الجبال الإلتوائية في أوربا البرانس والألب والبلقان وجبال طروس وأرمينيا في أمريكا الروكي والأنديز ( أمريكا الجنوبية ) .
الجبال الإنكسارية : وتتكون نتيجة لحركات الأرض ولكن بدلا من أن تلتوي الطبقات كما في الجبال الألبية فإنها تتكسر وهي نوعين :
الأول تعلوا فيه الأرض على طول الإنكسارات التي أصابت القشرة الأرضية على حين تبقى الأرض المجاورة ثابنة وهو نادرا الوجود .
الثاني تهبط الأرض على طول الإنكسار وتبقى الأرض المجاورة مرتفعة كجبال الفوج في فرنسا وبنين في إبريطانيا وتنحني إليها حواف الهضاب المرتفعة التي هبطت إلى جانبها ألأرض وبقيت في مستوى مرتفع كجبال ختجان والحافة الشرقية لهضبة منغوليا وجبال سيخوتا ألن الحافة الشرقية لإقليم مستوريا .
الجبال البركانية : وتعرف هذه الجبال أحيانا بالجبال التراكبية نظرا لأنها تتكون نتيجة لتراكم المواد التي تخرج من البراكين على سطح الأرض وهي جبال مخروطية الشكل لا تظهر بشكل واحد وإنما تتغير تبعا لطبيعة المادة البازلتية التي تتكون فيها فاللافا الحنضية تنشأ عنها مخروطات قبابية نظرا لمورتنها كجبال أوفيرجن أما اللافا القاعدية فتنشط على الأرض بدرجة أكبر لعظم مرونتها كجزر هاواي أو مركة كجبل فوجي إتنا وكثيرا ما تشكل الجبال البركانية قمما شاهقة بين السلاسل الإلتوائية كالأنديز .
الجبال التحاتية : التي تنشأ أصلا في جهات تعرضت لحركة إلتوائية أو حركة تكتونية أخرى ولكن تدين في شكلها لعوامل التعرية وتختلف في إرتفاعها وشكلها مع إختلاف القشرة ونوع التعرية ونوع الحركة التكتونية وأعلاها جبال القرون في سويسرا والنمسا , وتنشأ الجبال التحاتية في الأقاليم الرطبة بواسطة المجاري المائية التي تقوم بتقطيع الطبقات الصخرية تقطيعا شديدا , ومن أهم الجبال التي تنشا عن التحات تلك التي على حواف القارات والكتل الصلبة الكبرى التي تعرضت أطرافها لحركة إلتوائية فتقوم التعرية إلى تحويلها إلى قمم جبلية .
الأهمية الجغرافية للجبال : الحبال بأنواعها أقل مظاهر التضاريس صلاحية للزراعة ولا تسمح بقيان مراكز عمرانية وهي عوائق أمام المواصلات لكنها تساعد على وضع حدود سياسية واضحة وكثيرا ما تحتوي ثروات معدنية كبيرة وتستخدم كتحمعات ضيقة وتمارس فيها الرياضة .
أكثر أسباب نشوء الجبال خاصة سلاسل الجبال الكبيرة هي:- أ- التضاغط بين لوحين من الألواح المكونة للقشرة الأرضيةTectonic plates .
سواء لوح قاري مع آخر محيطي. حيث تعلوا منطقة التلاصق قليلا ثم تعلوا أكثر نتيجة نشوء الحركات البركانية ، مثال ذلك جبال الإنديز . أو التضاغط بين لوحين قاريين مثل أحزمة جبال الهيمالايا والألب)تسمى هذه العملية (Orogeny. وهذا التضاغط يلغى أي خطوط أفقية( جدد).
ب-حركات الصخور الرأسية: أو ما يسمى الارتفاع الإبيروجينى EPIROGENIC UPLIFTنتيجة نشوء بقعة حارةHot spot أسفل القشرة الأرضية لتلك المنطقة. مثال ذلك هضبة كلورادو في الولايات المتحدة المكونة حادا. ورسوبية ذات طبقات ملونة نتيجة اختلاف نوعية صخور كل طبقة. وهذا لا يلغى خطوط الصخور الأفقية(الجدد) لأنه ليس حادا .
ج- التجوية والتعرية WEATHERING AND EROSION حيث يؤدى تآكل سطح بشكل نسبى إلى نشوء قمم صغيرة ترتفع تبعا لنظرية الطفوISOSTASY. مثال ذلك جبل "ريودى جانيرو " الجرانيتى الشهير في البرازيل SUGAR LOAF.
د- الانفجارات البركانية البانية لجبالها حيث تتراكم الصخور بعد أن بردت من الحمم. وهى عملية كثيراً ما تكون مصاحبة للسبب الأول أو في حالة تباعد لوحين محيطيين من ألواح القشرة الأرضية أو انقسام لوح قاري إلى لوحين بعد أن نشأ تقبب ثم تشقق لمنطقة الفصل ثم تكون منخفض ثم خروج الحمم المكونة للجبال البركانية من هذه الشقوق (Rift valley). مثال ذلك هضبة " دراكنسبرج" بجنوب إفريقيا. وهذه الجبال بالطبع لا نجد فيها خطوط (جدد) صخور أفقية لأنها ستنصهر حتما. وكذلك لاختلاف لزوجة كل نوع من الصخور البركانية مختلفة الألوان. قد يشكل البازلت الأسود طبقات فوق بعضها عقب إنفجارات متعددة إلا إنها ستكون طبقات (جددا) ذات لون واحد( مثل جبال هاواى ) .